موضوع: الكاتب والروائي الإيطالي إنريكو دي لوكا=اليوم ما قبل السعادة الثلاثاء أغسطس 02 2016, 23:19
الكاتب والروائي الإيطالي إنريكو دي لوكا
تحميل الرواية برابط مباشر
من خلال قصة صبي يتدرج في النضوج حتى بلوغه الثامنة عشر، يطرح الروائي الايطالي إنريكو دي لوكا في روايته “اليوم ما قبل السعادة”، عدة أسئلة بريئة عن الحياة بمدينة نابولي إبان وبعد الحرب الثانية التي عاشتها إيطاليا بمختلف كوارثها ومآسيها وانتصاراتها.
يتعمق لوكا إلى أكبر قدر ممكن في تناول كفاح مدينة ضد الغزو النازي ورمزية الفداء لدى الانسان النابوليتاني والمصير الذي أصبحت عليه المدينة، كقلعة أولية تعتمد إيطاليا على صمودها لصد الزحف الهتلري على أراضيها. وموازاة مع ذلك ينقل قصص الناس البسيطة، يومياتهم، ومشاركاتهم الحزن والفرح على حد سواء.. الحب، براءة الطفولة وغيرها.. يرتبط الفتى (بطل الرواية والراوي في آن)ـ بكهل يغالبه شوقه إلى الأرجنتين التي أمضى بها أسعد سنوات حياته وأبهاها وحنينه لماضي نابولي الثوري، فهو الذي في قصصه يحكي كيف عاش ويلات الحرب وهجومات النازية على المدينة ومرابطة أهلها ودفاعهم عنها، كيف أنهم أوقفوا زحف القوات التي سيطرت على نصف أوروبا بفئة قليلة من الشجعان المؤمنين بالأرض. يدرك الفتى، منذ نشأته إلى غاية بلوغه سن الرشد ما حوله في العالم عن طريق التجارب الحسية التي تفيه فهم العلاقة بين الأشياء، وكل هذا بإيعاز مشترك ما بين الطبيعة التي توفر له إجابات مختلفة عما يدور برأسه الصغير من أسئلة، ومعلمه “الدون غايتانو”، الذي يعتبره الفتى بمثابه والده، إذ يأخذ بيده في ما يعيشه من تجارب، علاقة الحب والوله التي جمعته بفتاة ماضيه، علاقته بسكان العمارة التي يستغل قبوها للسكن، وغيرها الكثير.. عنوان الرواية “اليوم ما قبل السعادة”، هو حاصل تجربة عاشها يهودي خبأه الدون غايتانو عن أعين النازية خلال الحرب، يصف الدون غايتانو على لسان اليهودي اليوم ما قبل اجلاء النازية عن المدينة تماما، اي قبل اليوم السعيد.. تنتقل فلسفة اليوم ما قبل السعيد الى الفتى الذي يختبر تجربة يوم ما قبل سعيد هو الآخر مع حبيبة طفولته.
هذه أول رواية أقرأها من أدب لوكا، عشت أجواءها بخلفية رواية “كيف ترضع من الذئبة دون أن تعضك” للروائي الجزائري المقيم بإيطاليا عمارة لخوص.
الرواية جميلة، بسيطة بدلالات أعمق، لغتها تنساب من الورق بسلاسة ما يساعد على هضمها دفعة واحدة، اعترف ان الكترجم معاوية عبد المجيد أبدع هو الآخر في ترجمة العمل، ما لي إلا نصحكم بقراءتها.