موضوع: هل حقاً نحن لوحدنا في هذا الكون؟ الأربعاء سبتمبر 27 2017, 22:16
لطالما دار هذا السؤال بعقلي.
أقدم لكم ملخص أفكاري والتي وددت دوماً أن أقولها لأصدقائي ومعارفي ممن ينكرون فكرة وجود غيرنا في هذا الكون.. وما إستفزني لأبدأ تجميع الأفكار في تدوينة هو زميلة في العمل قالت ان والدها قرأ القرآن ولم يجد ما يثبت فيه أن هناك حياة على غير هذه الأرض التي نعيش عليها!!
فخطر في ذهني مباشرة أن التفكر في معاني الكلمات هو فن وتدبر وتروي وتعمق.. وليس بالأمر السهل، وهذه محاولة للتدبر والتفكر مقرونة بالمعلومات العامة التي أعرفها عن عشقي القديم لعلم الفلك، أتمنى أن أكون قد وفقت في سردها.
قبل أن أبدأ، لنقم بمراجعة بسيطة لأتأكد من أن معلوماتنا كلها صحيحة، فلنبدأ في تعريف الأجزاء الأساسية للكون ببساطة من الأصغر إلى الأكبر..
– القمر: وهو جسم فلكي يدور حول كوكب أو جسم أصغر من كوكب. – الكوكب: هو عبارة عن جرم سماوي يدور حول نجم أو بقايا نجم في السماء وهو كبير بما يكفي ليصبح شكله مستديرًا بفعل قوة جاذبيته، ولكنه ليس ضخمًا بما يكفي لدرجة حدوث اندماج نووي حراري. – مذنـّب: هي أجسام صغيرة تسبح في الفضاء, ويتكون المذنب من نواة (كتلة صخرية) و ذؤابة وهي السّحابة الّتي تحيط بالنّواة، و يعقبهما ذيل طويل من الغبار والغازات. – النجم: هو كرة ضخمة من البلازما، تنتج الطاقة من داخلها بالطاقة النووية و ترسلها إلى الفضاء الخارجي عن طريق موجات كهرطيسية، رياح شمسية و فيض نيترينو وقليل من الأشعة السينية . أقرب نجم إلى الأرض هو الشمس ، التي هي مصدره الأكبر للطاقة. – المجموعة النجمية: يتكون النظام النجمي من نجم وكل مايدور حوله من أجسام، بما في ذلك الكواكب، والأقمار، والنيازك، والمذنبات. – المجرة: هي نظام كوني مكون من تجمع هائل من النجوم، الغبار، الغازات، والمادة المظلمة التي ترتبط معاً بقوى الجذب المتبادلة وتدور حول مركز مشترك. – الكون: هو مفهوم كلامي تم تأويله بطرق شتى ووفقاً لنظريات مختلفة ومتعددة. وأحد الاتفاقات القليلة حول ماهية الكون من بين النظريات العدة المتبناة من قبل الفلاسفة وغيرهم هو أن “مفهوم” الكون يدل على الحجم النسبي لمساحة الفضاء الزمكاني (الزماني والمكاني) الذي تتواجد فيه المخلوقات العاقلة وغير العاقلة؛ وهذا كالنجوم والمجرات والكائنات الحية.
أحب أن أصف المجرة دائماً بيني وبين نفسي على أنها كون صغير! لماذا؟ لأنها تحوي مجموعتنا الشمسية بالإضافة لمجموعات أخرى غيرها، ويقدر الفلكيون أن هناك حوالي عشرة مليارات 10,000,000,000 إلى ترليون (الف مليار) 1,000,000,000,000 مجرة تقريباً في الكون المنظور، أبعد مجرات تم تصويرها تبعد حوالي 10 إلى 13 مليار سنة ضوئية (تبلغ المسافة التي يقطعها الضوء في سنة واحدة 9,460,800,000,000 كيلومتر أي أنها تبلغ 9,46 تريليون كيلومتر أو 5,88 تريليون ميل!!)، تتراوح في أحجامها بين المجرات القزمة، التي لا يتعدى عدد نجومها العشرة ملايين نجم وتكون مساحتها حوالي بضعة آلاف سنة ضوئية، إلى المجرات العملاقة التي تحتوي على أكثر من ترليون نجمة وحجمها يصل إلى نصف مليون سنة ضوئية.
وقد تحتوي المجرة الواحدة على أنظمة نجمية متعددة على شكل تجمعات نجمية، وقد تحتشد مجموعة من النجوم لتكون عناقيد نجمية أو مجموعات شمسية، وقد تحتوي أيضا على سدم وهي عبارة عن سحب غازية كثيفة كسديم النسر..
حسناً، نظراً لتعذر تصوير مجرتنا ذاتها (مجرة درب التبانة) لأننا نقع فيها أصلاً، أود أن أضع على “طاولتنا” بدلاً منها مثال آخر لمجرة قريبة إسمها مجرة أندروميدا.. فأنظروا معي لتركيبها.. شاهد الصورة مكبرة من فضلك..
لنحاول الإقتراب منها قليلاً.. من فضلك إضغط على الصورة لتكبيرها وشاهدها بتمعن ولاحظ تركيبها الغازي وكم فيها من جزيئات..
هل تصدق أن تلك النقاط الصغيرة كل منها عبارة عن جرم ما، إما أن يكون قمراً لكوكب أو كوكباً وحيداً أو مذنباً هائم؟؟ وكلها تدور في فلك نجم؟ فكم من نجم هناك يدور ساحباً معه تلك الأثقال؟؟ تخيل معي ذاك الكم الهائل من المجموعات الشمسية كمجموعتنا؟؟ كم كوكب وكم قمر وكم نجم؟ الف؟ مئة الف؟ مليون؟ مئة مليون؟ الف مئة مليون؟ مليار؟ مئة مليار؟؟؟ ما رأيك؟ هل لديك رقم في ذهنك؟؟
لنتراجع قليلاً ولاحظ الآن الخلفية.. تلك النقاط الصغيرة خارج تلك المجرة، هل هي مجرات؟ نجوم؟كواكب؟؟ من فضلك لاتفكر كثيراً وشاهد مجدداً الصورة التالية (أنصحك برؤيتها مكبرة) وضع في ذهنك رقماً ما.. حاول تخيل كمية النقاط الصغيرة تلك في كامل الصورة.. حاول حصرها في رقم، هل يماثل رقمك عدد ذرات الغبار في كوكب الأرض بأكمله مثلاً؟؟ ها، ما رأيك؟
أتمنى أن أكون قد أفلحت في وضع صورة في ذهنك عن ضخامة المجرة والكمية الهائلة التي تحويها من الأجرام.
إن لم أفلح بعد فأعتقد ان بقية التدوينة ستفلح في إقناعك! وتذكر إن مثالنا هذا الآن ليس سوى مجرة واحدة فقط لاغير.. فمن فضلك تابع معي..
لنبتعد قليلاً عن التعريفات والتخيلات، إن جميع البحوث الكونية قد دلت على وجود حياة غيرنا في الكون. ففي هذا الكون أكثر من الف مليار مجرة، وفي كل مجرة أكثر من ترليون شمس كشمسنا. فيكون احتمال وجود كواكب كالأرض هو احتمال قوي جداً وبالتالي إن احتمال وجود حياة هو احتمال قائم وممكن جداً جداً.
فالأحجار النيزكية المتساقطة من الفضاء على الأرض حملت مراتٍ آثاراً بدائية للحياة.. وكذلك لا ننسى وجود الآثار الواضحة للماء كأنهار ضخمة جداً على سطح الكوكب الأحمر (المريخ) مما يعزز فرضية وجود حياة.
هذه الحقائق العلمية لم تترسخ وتأخذ مكانها في البحث العلمي إلا في نهاية القرن العشرين.. ولكن كتاب الحقائق ـ القرآن ـ له حديث مؤكد عن إثبات هذه الحقيقة من خلال قول الحق عز وجل عن آياته في السماء والأرض: (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ) [الشورى: 29].. ولاحظوا معي قوله تعالى في هذه الآية: (فِــيهـِــمَا) أي في الأرض والسماوات، لم يقل الأرض فقط.. بل جمع الأرض مع السماوات.. وهي ليس السماء المحيطة بالأرض.. بل هي السماوات وهذا دليل على وجود الحياة في خارج سماء هذه الأرض، أليس كذلك؟ لنقف هنا ولا نتسائل عن أشكالهم والوانهم، لكن هناك حياة بالتأكيد. عظيم، لنستمر..
إن القرآن يؤكد حقيقة ثانية وهي إمكانية اجتماع هذه المخلوقات! (وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ) بغض النظر عن أين يمكن لها أن تجتمع هل في هذه الدنيا أم في الآخرة.. لكن هي شيء قابل للحدوث بمشيئة الله عز وجل.
نعود فنتأمل البيان القرآني عن آيات الله في خلقه، يقول تعالى: (ومن آياته خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم إذا يشاء قدير) [الشورى: 29]. والسؤال: أليس القرآن كتاباً يواكب التطورات العلمية دائماً؟ فعندما يتحدث العلماء عن نهاية للكون مثلاً تجد أن القرآن قد تحدث عن هذا الأمر، وعندما يتحدث العلماء عن دخان ساد الكون قبل بلايين السنين نجد أن القرآن قد تحدث عن هذا الدخان.
فالانسان المؤمن بوجود حياة على كواكب اخرى انسان متفتح وذكى. لاننا إذا نظرنا حولنا فى الارض سنجد ان الله قد خلق على اليابسة (انسان وحيوانات ونباتات) وخلق فى البحار الاسماك وما شابه من المخلوقات. حتى لو نظرنا فى باطن الارض سنجد الكثير من الكائنات الحية تعيش فيه. وليس ذلك فقط.. ولكن فى داخل الحيوان حيوانات اخرى تعيش فى جسمه.. فكيف وكل ذلك موجود على الارض ان يفكر البعض أن لاوجود لأشياء مشابهة لذلك على كواكب اخرى فى هذا الكون الواسع الفسيح…؟ أمر غريب فعلاً!
الآن لنرجع للوراء قليلاً بمنظارنا ولنتراجع عن مجرة أندروميدا قليلاً، فتمعنوا معي في هذه الصورة…
هذه الكمية الهائلة من المجرات والتي أعدها تقريبياً على أنها 1000 مجرة دون تدقيق، لو نظرت لها من حيث تقف الآن فلن تراها إلا نقطة كأنها عدم! فأنظر معي ما وراء هذه النقطة! أنظر لذاك الكم الهائل من النقاط الصغيرة والتي كل منها تمثل مجرات كل منها يحمل نجوماً تدور حولها بضعة كواكب!
إن مجموعتنا الشمسية لن تعدو أن تكون مجرد ذرة في هذه الصورة!
كنهاية لرحلة الإبتعاد والإقتراب، لنتراجع أكثر لنقف على سطح سماء كوكب الأرض الآن، أنظروا إلى الصورة التالية.. أنظروا كيف تبدو تبدو هذه المجرات في التلسكوب العادي..
هكذا تبدو سماؤنا بتلسكوبات عادية ترصدها من الأرض.. بضعة نقاط هنا وهناك.. فهل تخيلت ضخامة السماء؟؟؟ والتي تحيطنا بنا من كل جانب دون فكاك!!
قال الله تعالى: (افغير دين الله يبغون و له اسلم من في السماوات و الارض طوعا و كرها و اليه يرجعون) ال عمران الاية 83
إذا كان الانسان و الجن هم من اسلموا في الارض طوعا و كراهية فمن الدين اسلموا في السماوات؟؟؟؟؟ أعد قراءة الآية من جديد، وعلماً ان الملائكة خلقت مؤمنة و مطيعة لأمر الله عز و جل.
ماذا؟؟ إذن هناك نبات في مكان ما من هذا الكون الفسيح؟؟؟ لم يقل الله عز وجل “من السماوات” بل “في السماوات” والفرق كبير جداً لمن أراد التفكر في كلمات الله.
(وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ) (الشورى، آية 29) تؤكد الآية الكريمة وجود دواب في السماء، وليس في الأرض فقط، والدابة هي التي تدب على الأرض أي تمشي.
﴿و لقد كرمنا بني ادم وحملناهم في البر والبحر و رزقناهم من الطيبات و فضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا﴾ (سورة الاسراء / اية 70)
قال الله تعالى (ممن) خلقنا و ليس (مما) و هناك فرق شاسع بين الكلمتين، اذ ان كلمة (ممن) تفيد العاقل، في حين ان (مما) تفيد غير العاقل.. ونحن نعرف من هو الجنس العاقل في القرآن ومن القرآن ذاته.. كالملائكة والشياطين.. والجن.. ولكن وردت في الاية كلمة (كثير) وهذه الكلمة تفيد ما هو اكثر من (9) – لاحظ ان الكائنات العاقلة المعروفة هي الانس والجن والشياطين والملائكة فقط – لان الاعداد من (3 – 9) تسمى (بضع) و ليس (كثير)، ومن المؤكد ان الله (سبحانه وتعالى) لم يذكر تلك الكلمات بالتحديد دون سبب..!
﴿و يخلق ما لا تعلمون﴾ (سورة النحل/8)
اي أن هناك من الخلق ما لا نعلم عنه شيئا.
اعتقد ان التاريخ ايضا يشير الى وجودها ككهوف تاسيلي في الجزائر وما بها من رسومات منذ 6000 سنة قبل الميلاد لكائنات فضائية غريبة تمثل آلهة ذلك الشعب الذي سجل تاريخه على الجدران.. (ولدي تدوينة قريباً حول هذا الموضوع بالذات) ومثلت برمودا الغامض وحوادثه المسجلة للطيارين ولاننسى الحضارة الفرعونية التي هي اكبر دليل على وجودها علمياً انطلاقاً طريقة قص حجارة الاهرام والتي لم يتم التعريف عن ماهيتها لحدود الآن لانها لم تقطع بالمطرقة والإزميل.. بالإضافة لأن الاهرام لم تذكر في الرسوم الهروغليفية الموجودة على الجدران وهذا شيء يبعث الى الشك فكيف لم يذكر المصريون الاهرامات ولم يقوموا بتاريخ هذا الصرح العظيم في رسوماتهم وكيفية بناؤه؟ اعتقد ان العقل الانساني يسير في تطور الى الامام اي اننا اكثر ذكاء و تقدماً من الحضارات التي سبقتنا والحضارات القادمة ستكون اكثر تطوراً منا لكن معرفتنا للاهرامات عكس كل التصورات والحقائق العلمية بحيث تعتقد انها قادمة من المستقبل وليست من 3000 سنة قبل الميلاد.. وللأسف فإن إخوتنا المصريون يؤمنون أنهم هم أحفاد أصحاب الأهرامات.. بينما يتجاهلون السؤال، من أين لكم العلم والمعرفة التي أهلتكم لتبنوا هذا البناء الهائل بذاك الشكل الهندسي في ذاك الوضع؟ وأين هم مهندسوه الآن؟
في اعتقادي ان عدداً من الحكومات على علاقة بالمخلوقات الفضائية اولهم الولايات المتحدة فكيف لاختراعات هائلة في هذا العصر ان لا تؤرخ ولا نسمع عن مكتشفيها ومخترعيها والعلم مجّد نيوتن الذي انتبه الى سقوط التفاحة؟؟
هناك اسئلة عديدة تثير الشكوك واجوبة عديدة في ذهني يلزمها الوقت لتخرج.. وهناك العديد والكثير من الأمثلة والآيات في القرآن التي تشير بطريقة او بأخرى الى وجود كائنات عاقلة غيرنا في هذا الكون.. لكني للأسف لن أستطيع جمعها كلها الآن، وأتمنى أن تكون تدوينتي هذه بذرة مقالات أكثر وأوسع.
رغبت بالأمثلة التي ذكرتها في موضوعي هذا أن تكون – مجرد أمثلة – لما قرأته شخصياً من علوم ومعارف عامة وكذلك ما قرأته من القرآن وما تفكرت فيه وتمعنت من معانيه.. وأدعوا الله أن يشرح لنا صدورنا ويهدينا إلى صراطه المستقيم.
في النهاية أترككم مع فيديو قمت بإنشائه يبين لكم عمق كوننا وعظمة الخالق عز وجل، فسبحان الله الخالق المبدع..