معرفة قليلة لذاتك هوَ شيء خطير حتماً !
"تحت البركان" لمالكوم لوري (1947)
رائعة مالكوم لوري عن الساعات الاخيرة لبرلماني مدمن على الكحوليات في المكسيك.
نحنُ في صدد حكاية بعيدة عن النهايات السعيدة نحنُ في صدد حكاية تروي صراع الإنسان مع نفسه,
بطلها قنصل بريطاني سكير يدعى جيفري فيرمن وما هو إلا إنعكاس لذات الكاتب نفسه الذي يروي أحداث من حياته
ويقتطف بعض شخصياتها على إمتداد 432 صفحة و 12 فصلاً .
تدور أحداث الرواية في بلدة بركانية صغيرة تدعى كواناهواكا خلال يوم واحد يسمى بيوم الموتى.
ويوافق الأول والثاني من شهر نوفمبر ويحتفل فيه المكسيكيون بصخب
مدهش تخليداً لذكرى موتاهم .
ترجع جذور يوم الموتى إلى حضارات أمريكا الوسطى والجنوبية وبخاصة حضارة
الآزتيك والمايا والناهوا وبيروبتشاس قبل 3000 عام .
وفي يوم الأحتفال يذهب جموع المحتفلين إلى المقابر للإحتفال والغناء وتقديم القرابين
ويقوم البعض بكتابه قصائد قصيرة مهداه إلى المتوفين وتقوم الصحف المحلية بنشر هذه القصائد
مع رسوم كاريكاترية عن الهياكل العظمية والأوراح .
يزين بعض المحتفلين جماجم موتاهم بالسكر بطريقة لا تخلو من السخرية .
يعيش جيفري في صراع مع ذاته عاجزاً عن التواصل مع الآخرين وتحمل عاطفة الحب ومسؤولياتها
بعد ما سقطت بقوة علاقة الحب بينه وبين حبيبته أفون التي لا زال يحبها رغمَ فشله ..
صورَ لنا مالكوم حياة المدمن بطريقة مثالية يعبر لنا فيها عن مآساته الخاصة ,موضوع هذه الحياة
هو القوى التي تتحكم بداخلية الإنسان وتجعله دائم الرعب من ذاته تحتَ وطأ ثقل الماضي .
ويعود هذه الماضي بنفس القوة بعد الظهور المباغت لحبيبته أفون في البلدة لإنقاد زواجهما بعدما ظن القنصل جيفري
إنه فقدها للأبد ! ظهور كان يتمناه ويخشاه في آنٍ واحد !
مهمة أفون لإنقاد جيفري من الإدمان وزواجهما معاُ تزادُ تعقيداً خلال أحداث الرواية بسبب وجود
هيو الأخ الغير شقيق وصديق الطفولة للقنصل فيرمن..
تحت البركان لاتزال واحدة من أقوى التصريحات على حالة نضال الإنسان المستمر
للتخلص من الإحباط والخوف الذي يكمن في داخله !
عن مالكوم لوري
تحت البركان تعتبر من الأعمال الأدبية الكبيرة وإنتخبت بالمرتبة 11 في قائمة أفضل مائة رواية في المكتبة الحديثة
صدرت الرواية عام 1947 وحققت نجاحاً كبيراً , لم يلتفت مالكوم إلى هذه النجاح فقد كان غارقاً في وحل إدمان الكحول.
شبه لوري دائماً بالكاتب إرنست همينغواي فبعد أن إلتحق بجامعة كامبيردج ونال دبلوم الدراسات الفنية
إكتشفَ في نفسهِ رغبة هائلة في الكتابة " كسفر من نوع خاص جداً " كما كان يقول .
ولد مالكوم عالم 1909 في مدينة بيركنهيد بإنجلترا. إنخرط في البحرية وهو في السابعة عشر من عمره
سافرَ إلى شتى صقاع الأرض وصولاً إلى الشرق الأقصى حيثُ شهد إندلاع الثورة الصينية .
من أشهر أعماله " مثل القبر الذي يرقد فيه صديقي " والمجموعة القصصية " اللهم أصغي إلى صوتنا" .
تحولت رواية تحت البركان إلى فيلم في عام 1984 على يد المخرج جون هستون.
ولكني لم اعثر لها على ترجمة للعربية ..اتمنى ان اجدها في اقرب وقت لنحملها من هذا المنتدى ان شاء الله