الرسام الإسباني فرانشيسكو غويا

ولد الرسام الإسباني فرانشيسكو غويا في قرية فوينديتودوس الواقعة في شمال إسبانيا في الـ30 من آذار 1767. انتقلت عائلته إلى ساراكوزا حيث كان والده يعمل كدهان. في سنِّ الرابعة عشر تتلمذ على يد الرسام الإسباني خوزي لوزاري، ثم ذهب إلى إيطاليا ليدرس الفن وعاد بعدها إلى ساراكوزا، عام 1971، حيث بدأ العمل في رسم فريسكات الكاتدرائية المحلية في المدينة ما بدأ يكرِّس سمعته كرسَّام. في عام 1773 تزوج من جوزيفا بايو، إخت الرسام فرانشيسكو بايو، ورزق عدة أولاد لم يعش منهم إلا واحد.

ما بين عامي 1775 و1792، اشتهر برسوماته الكاريكاتورية لمعمل السجاد الملكي في مدريد حيث كرَّس طريقته في رسم مشاهد من الحياة اليومية التي ساعدته في أن يصبح مراقبًا حادًا للطباع الإنسانية. تأثر بالفن الكلاسيكي وخاصة بأسلوب وأعمال الفنان الإسباني الشهير فيلاسكويز.

بعد ذلك، أصبح الرسام الأشهر للأرستقراطية الإسبانية، وانتخب في العام 1780 عضوًا في الأكاديمية الملكية، قبل أن يسميه الملك رسامًا في العام 1786 ورسامًا للبلاط في العام 1789. وقد أدت إصابته بالكوليرا في العام 1792 إلى عزلته، الأمر الذي انعكس مزيدًا من المرارة في لوحاته التي أصبحت أكثر عمقًا في تصويرها النقدي للطبيعة الإنسانية. خلال تلك الفترة رسم كابريشوس التي هي مجموعة من الرسومات النقدية الحادة.

ما بين عامي 1795 و1799 عُيِّن سكرتيرًا للأكاديمية الملكية، وفي عام 1799 عيِّن رسامًا أول في البلاط الملكي الإسباني.

لكن، مثله مثل الكثيرين من المفكرين والفنانين الأوروبيين العظام في زمانه، ورغم كونه الرسام الأول للبلاط، تأثر كثيرًا بالثورة الفرنسية وبمبادئها الإنسانية، ما جعله يرحب، أول الأمر، بغزو قوات نابوليون لبلاده في العام 1808، وليصبح رسامًا للبلاط الفرنسي حتى العام 1814. في تلك الفترة، وأمام ما كان يشاهده من مآس، حدث عنده تحول كبير انعكس في العديد من أجمل لوحاته التي صورت الحرب وفظائعها، وجعلته يتحول إلى معاد للاحتلال الفرنسي لبلاده. وحين عادت الملكية من جديد إلى إسبانيا، بعيد خروج الفرنسيين، سامحه الملك وأعاده من جديد رسامًا للبلاط. لكن، خلال تلك الفترة، اصطدم بمحاكم التفتيش التي لاحقته بسبب لوحته الأشهر المايا العارية ما اضطره لإخفاءها ورسمها من جديد بعد أن ألبسها.

خلال تلك الفترة الأخيرة من حياته في إسبانيا، تميَّز غويا بمواقفه التحررية وبمعارضته للمفاهيم والأساليب الرجعية في الحكم في إسبانيا، مما انعكس على رسوماته.

وأخيرًا، في العام 1824 غادر غويا إلى فرنسا حيث نفا نفسه، وحيث توفي في بوردو في 16 نيسان من العام 1924.