chantouf vip
مساهماتي : 249 نقاط : 528 ۩ مهنـــــــــــتي ۩ : ۩ هواياتــــــــــي ۩ :
| موضوع: هنري ماتيس (Henri Matisse) عاش (31 ديسمبر 1869-1954 م) الأحد مارس 20 2016, 01:23 | |
| هنري ماتيس (Henri Matisse) عاش (31 ديسمبر 1869-1954 م) هو رسّام فرنسي. من كبار أساتذة المدرسة الوحوشية (fauvisme)، تفوق في أعماله على أقرانه، استعمل تدريجات واسعة من الألوان المنتظمة، في رسوماته الإهليجية (كانت تُعْنى بالشكل العام للمواضيع، مهملة التفاصيل الدقيقة)، يعتبر من أبرز الفنانين التشكيليين في القرن العشرين. تتضمن أعماله لوحات تصويرية، منقوشات، منحوتات، زجاجيات (كنيسة الدومينيكان في فينشي، 1950). تَعْرِض العديد من متاحف العالم أعماله، وخصص اثنان منها له -في فرنسا-: أحدهما في نيس والآخر في كاتو (Cateau). كان زعيما لأول حركة فنية ظهرت في مطلع القرن العشرين وهي المدرسة الوحشية التي لم تدم طويلا.النشأةفي قرية كاتو كامبيسس بشمال شرق فرنسا ولد ماتيس في ديسمبر 1869 ، والذي لم يبد أي نبوغ مبكر ولم يطمح يوما أن يكون رساما وقد عاش تحت سلطة قاسية هي سلطة الأب وقرر والده تاجر الحبوب تدريبه ليحل محله في المستقبل وإلتحق بمدرسة ابتدائية في مدينة سان كوانتان كما أنه درس القانون لمدة عامين في باريس ورغب أن يكون صيدليا.الحياة الفنيةعمل ماتيس مساعد محامي وفجأة بدأ يتحسس موهبته حيث ترك كل اهتماماته واتجه إلى أن ينحو نهجا واحدا هو درب الفن. لاحظ أستاذه موهبته حينما تقدم لدراسة الرسم في أكاديمية جوليان فقد تأثر ماتيس بأعمال الفنانين الإنطباعيين هناك وبهرته ألوان قوس قزح وسعى للوصول إلى لون خالص في لوحاته فقد ظهر ذلك جليا في لوحته (مائدة الطعام) التي رسمها في العام 1897 بالألوان الزيتية أثار غضب لتبنيه الفن الإنطباعي في فن الرسم الرمزي بيد أن ذلك لم يؤثر على علاقاتهما وكان گوستاڤ مورو أول من دافع عن ماتيس ضد منتقديه وتزوج في العام 1898. سافر إلى لندن بصحبة زوجته وإبنته لمشاهدة لوحات الرسام الإنجليزي جوزيف تيريز ثم عاد للعيش في جزيزة كورسيكا لتؤثر فيه المناظر الطبيعية الآخاذة للجزيرة. ومن زيادة حبه للجنوب الفرنسي رسم عددا من المشاهد الطبيعية لكن السنوات اللاحقة كانت صعبة عليه من الوجهة المالية، واستغرق في الرسم وعملت زوجته لدى صانع قبعات. وراودته العودة إلى معهد الفنون الجميلة ولكن قوبل بالإعتراض من أستاذ الرسم لأنه تجاوز سن الثلاثين من العمر.الوحوشيــــــــــــــــــــــةاعتبر ماتيس زعيما للحركة عندما اطلق اسم الوحوش علي جماعته وانهالت عليه الدعوات من المعجبين في أمريكا والسويد والنرويج لينشئ مراكز لأسلوب الدراسة الوحشية لذلك كان لتعليمه أثر في مسار التصوير الحديث.ماتيس في المغرب العربيكان هنري ماتيس يفضل قضاء أوقات طويلة في طنجة، وكان دائم التردد على الغرفة 35 من فندق ڤيلا دي فرانس، المعلمة السياحية والتاريخية آنذاك، ومنها رسم الكثير من لوحاته التي أرخت له ولطنجة. من خلال الغرفة 35 كان ماتيس يطل على طنجة كلها، ونافذته كانت في حد ذاتها لوحة، وإطلالة واحدة عبرها كانت توحي له بعشرات اللوحات، وهو لم يكن ينقصه الحافز لكي يحول باستمرار فضاء طنجة إلى ألوان. جاء ماتيس إلى طنجة في مناسبتين معروفتين، وبعد ذلك تكررت هذه المناسبات. أول مرة جاء فيها هذا الرسام الفرنسي إلى المدينة كانت وعمره يقارب الخمسين بقليل، أي سنة 1912، حيث وصلها في شتاء 1912، وقضى بها وقتا قصيرا، لكنه لم يغب طويلا، وعاد إليها هذه المرة سنة واحدة بعد ذلك، وبالضبط في فبراير 1913، وخلالها اكتشف المدينة بكل تفاصيلها. كان ماتيس دائم العشق للغرفة 35 لأنها عينه التي يرصد بها سكون المدينة الحالمة. كان يطل مباشرة على خليج طنجة الممتد في زرقته وبهائه في وقت لم يكن عدد السكان يزيدون عن الخمسين ألفا. وكان يرصد تفاصيل المدينة العتيقة والأسوار البرتغالية وخلف ذلك جبال أوربا التي تبدو قريبة جدا وعلى مرمى حجر. لعبت لوحات ماتيس وقتها دورا كبيرا في دفع طنجة إلى واجهة الشهرة العالمية، وبفضل تلك اللوحات التي غزت دور العرض العالمية وكان عددها يفوق الستين لوحة، صارت طنجة محجا لمزيد من الفنانين والمثقفين والزوار من كل الأصناف، وبينهم رسامون كثيرون أيضا.رسم ماتيس عددا من اللوحات من المناظر الداخلية مثل طبيعة جامدة على طاولة زرقاء ستارة. فتضمنت هذه الأعمال كثيرا من التناقض الداخل والخارج والمشع والمظلم والطبيعة الجامدة والمنظر الطبيعي والخطوط المستقيمة والخطوط المثنية فتمكن ماتيس من تقديم عتاصر تصويرية كثيرة وبذلك حقق لتوازن المطلق بين الخط واللون وكذلك ستعمل تدرجات لونية قليلة للأصفر والأحمر والأزرق والأخضر وقد قال أن كثرة الألوان تفقد قوة اللون. وبإمكان اللون تحقيق القوة التعبيرية إذا كان التدرج منتظما ومنتاسقا وتتماثل شدته مع الإحساس لدى الفنان. وحقق شهرة كبيرة وحظيت أعماله الفنية بإهتمام وجعل الناس يتهافتون على اقتناء وشراء لوحاته. وبعد إندلاع الحرب العالمية الأولى تميزت أعماله إلى الميل نحو التبسيط فقد اختصر الأشكال إلى مربعات ومستطيلات ودوائر وكأنها تعبر عن تبدد الطاقات فاستنزفتها الحرب ودخلت العتمة والإنكسار لتعكس وجه الحربالفتاكة واستمر هذا التنسيق حتى العام 1916 وعاد ماتيس إلى باريس واستقر محترفا في حي سان ميشان. واستمر اللون الأسود ماثلا ومسيطرا في لوحاته تظهر بألوان داكنة أكثر من ظلال سوداء وخير مثال لوحته النافذة التي رسمت في تلك الفترة. كانت آخر لوحة رسمها ماتيس هي لوحة الوردة بناء على طلب نلسون روكفللر لتزين كنيسة السيدة روكفللر وقد عكست هذه اللوحة درجة الإرهاق الذي أنهك ماتيس حتى وفاته في نوفمبر 1954 إثر نوبة قلبية. لكنه ترك زخما لونيا وقيما تعبيرية أثرت على الحركة الفنية حتى المعاصرة منها وظلت بالحياة تنبض حتى بعد رحيله وتمنح الحب والفرح. |
|